top of page

ورشات التخطيط الإستراتيجي و إستراتيجية الترافع لفائدة ممثلي المجتمع المدني جهة الداخلة وادي الذهب

بقلم: نهيلة الفاطمي متطوعة بمؤسسة الأطلس الكبير

يعد التعامل مع الأزمات أحد محاور الإهتمام في كل ما يتعلق بعمل جمعيات المجتمع المدني ، حيث أنه يقتضي وجود نوع خاص من الفاعلين المدنيين الذين يتسمون بالعديد من المهارات منها الشجاعة والثبات والاتزانالانفعالي والقدرة على التفكير الإبداعي ؛ والقدرة على الإتصال والحوار وصياغة ورسم التكتيكات اللازمة للتعامل مع الأزمة.


ﻓﻰ ﺇﻁﺎﺭ ﻋﻣﻝ منظمات المجتمع المدني تمثل الأزمة حدثا ينتج عنه العديد من التأثيرات السلبية، فإنها تشكل عائقا أمام نمو وتطور هذه الفئات الفعالة في المجتمع، وتكون عاملا مهددا لزوالها ، مما يمثل أيضا تهديدا لوجودها في حلبة الجمعيات المدنية الهامة و القوية. تتعدد الإستراتيجيات التي يمكن إستخدامها تدعيما لعملية إدارة الأزمة ، ويرتبط تطبيق هذه الاستراتيجيات بالإستجابة لعدد من العوامل منها طبيعة الأزمة، وتأثيراتها وكذلك طبيعة الجمعية وظروفها وسياساتها، ومجال عملها. وعندما نتحدث عن أزمات يجب أن نذكر المصطلح النقيض والذي هو وضعية رخاء التي لا تتحقق إلا بوضع تدابير وقائية لتجنب حصول الكارثة و التدبير الوقائي، في حالة جمعيات المجتمع المدني هو وضع خطة إستراتيجية للعمل أي ما يصطلح عليه بالتخطيط الإستراتيجي ، ﻫﻧﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﺷﺑﻪ ﺍﻹﺟﻣﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺩﻯ ﺍﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻲ ﻭﻟﻛﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﺃﻳﺿﺎ ﺳﻭء ﻓﻬﻡ ﻭﺍﺳﻊ له، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻳﻝ ﻣﻥ ﺃﻋﺿﺎء ﻣﺟﺎﻟﺱ ﺇﺩﺍﺭﺓ هذه ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ الغير ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ﻫﻡ ﺍﻟﺫﻳﻥ ﻳﻌﺭﻓﻭﻥ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺍﻹﺳﺗﺭﺍﺗﻳﺟﻲ، ﻭﻛﻳﻑ ﻳﻧﻔﺫﻭﻧﻪ ﺑﻛﻔﺎءﺓ ﻭﻳﻧﺷﺄ ﺫﻟﻙ ﻣﻥ ﻋﺎﻣﻠﻳﻥ ﺃﺳﺎﺳﻳﻳﻥ- ﻁﺑﻳﻌﺔ ﺻﻧﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓﻰ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ - ﺍﻟﺗﻌﻘيد ﺍﻟﺷﺩﻳﺩ ﻟﺑﻳﺋﺔ ﺍﻟﺗﺧﻁﻳﻁ ﺑﻬﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻓﻰ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ، ﻓﺈﻥ ﺻﻧﻊ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻓي ﻗﻁﺎﻉ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ﺃﻋﻘﺩ ﻛﺛﻳﺭﺍ ﺟﺩﺍ ﻣﻧﻪ ﻓﻰ ﻋﺎﻟﻡ ﺍﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺗﺟﺎﺭﺓ، ﻭﺣﻳﺙ ﺃﻥ ﺍﻟﻣﻠﻛﻳﺔ ﺍﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻳﺱ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ﻭﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭﺍﺕ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن إﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺕ ﻭﺗﺄﺛﻳﺭﺍﺕ ﺍﻟﻧﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻳﻥ ﻭﻣﺟﺎﻟﺱ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ.


ﻟﺫﻟﻙ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﻛﻭﻥ ﻫﻧﺎﻙ ﻓﻬﻡ ﻣﺷﺗﺭﻙ ﻭإﺗﻔﺎﻕ ﺑﻳﻥ ﻣﺟﻠﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻳﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺟﺏ أﻥ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺔ ﺃﻭ ﺗﻛﻭﻥ ﻋﻠﻳﻪ قي ﺍﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻝ، ﻭﺑﻧﻔﺱ ﺍﻟﻘﺩﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﻫﻣﻳﺔ ﻋﻠﻳﻬﻡ الإﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ لا ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺃﻭ ﺗﺻﻳﺭ ﺇﻟﻳﻪ. ﻭﺫﻟﻙ ﻷﻥ ﺍﻟﻣﻧﻅﻣﺎﺕ ﻏﻳﺭ ﺍﻟﺣﻛﻭﻣﻳﺔ ﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﺧﺫ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺩﻳﺩ ﻣﻥ ﺍﻷﻫﺩﺍﻑ ﻣﻣﺎ ﻳﻭﻟﺩ ﺍلإﺭﺗﺑﺎﻙ ﻓﻰ ﻛﺛﻳﺭ ﻣﻥ ﺍﻷﺣﻳﺎﻥ ﺣﻭﻝ ﻣﺎ ﻳﺟﺏ ﺃﻥ ﻳﺭﻛﺯﻭﺍ ﻋﻠﻳﻪ ﺟﻬﻭﺩﻫﻡ ﻭﻣﻭﺍﺭﺩﻫﻡ. لّذلك عملت مؤسسة الأطلس الكبير على تكوين جمعيات المجتمع المدني "التخطيط التشاركي وتفعيل المبادرات المدنية بجهة الداخلة واد الذهب" بدعم من مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق ألاوسط، للمساهمة والإستجابة والتفاعل مع السياق التشريعي الجديد خاصة القوانين التنظيمية المتعلقة بالجهات والأقاليم والعمالات والجماعات، وأيضا القوانين التنظيمية المتعلقة بشروط وكيفيات وضع العرائض الشعبية، هذا السياق الذي يهدف إلى تجديد العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني وإضفاء الطابع المؤسسي على الحوار بينهما مع توسيع نطاق مشاركة المواطنات والمواطنين في تتبع وتنفيذ وتقييم السياسات العمومية المتعلقة باللامركزية، وخاصة الرهان على المجتمع المدني باعتباره عنصرا رئيسيا في التنمية القائمة على المشاركة.


مشروع "التخطيط التشاركي وتفعيل المبادرات المدنية بجهة الداخلة وادي الذهب"الممولمن قبل, مبادرةالشراكةالامريكيةالشرق-الاوسط و الذي جاء لتقوية الإرادة لدى الفاعل المدنيوأصحابالمصلحة المتعددين للمساهمة في مسلسل الإصلاح الذي عرفه المغرب مع دستور2011الذي أعطى للمجتمع المدني إمكانيات فعلية في وضع السياسات العمومية واقتراح القوانين والحق في المراقبة والتتبع والوصول إلى المعلومة، وهو ما يمكن اعتباره إشراكا للمواطن في تحديد حاجياته ووضع أولوياته وتضمينها في المخططات التنموية عبر آلية الديمقراطية التشاركية، على اعتبار أن الرهان على الحركة المدنية أصبح رهانا استراتيجيا في تتبع السياسات العمومية وطنيا جهويا ومحليا.وقد استفادمن هذا التكوين الذي وضعته مؤسسة الاطلس الكبير 52 فاعل جمعوي بجهة الداخلة وادي الذهب حيث حضرها 46 من الإناث و 6 من الذ كورفي كل من جماعتي الداخلة و بئر كندوز، وهو عبارة عن برنامج تدريبي يهدف لتقوية مهاراتهم ومداركهم في مواضيع المشاركة المدنيةوذلكبهدف تقوية قدرات ومهارات نشطاء المجتمع المدني وصانعي القرار، لخلق مبادرات مجتمعية بالجهة حيث تطرق مبعوثي مؤسسة الاطلس الكبير لتكوين المجتمع المدني الصحراوي المغربي فيمواضيع قوية و نافعة لجمعياتهم، وتستهدف جميع النقاط التي تعتبر سر نجاح و استمرارية هذه المجتمعات،و التيكانت عبارة عن ورشات تمكن المشاركين والمشاركات من التعرف على الفهم المشترك للترافع ، الركائز الأساسية للترافع، الفرق بين الترافع و مفاهيم قريبة منه ، التواصل، التعبئة الاجتماعية، العلاقات العامة، العناصر المكونة للترافع تمكين المشاركات من إستعمال مختلف الأدوات المكتسبة من أجل القيام بحملات للترافع.مواضيع استحوذت على عقل الحضور حيث تم التطرق إليها بشكل مفصل ومعمق، حيث تعتبر هده المواضيع من ركائز صنع القرار ات وتحديد الإستراتيجيات الملائمة على ضوء تقييم مستمر للمتغيرات البيئية المحلية والإقليمية وكذا للمتغيرات في البيئة الداخلية للمنظمة، والهدف ببساطة هو استكشاف الفرص والتحديات ونقاط القوة والضعف وخلق الفرص وتوظيف نقاط قوية منظمة، وأولها الموارد البشرية في إكتشاف الفرص أو خلق أو اقتناص هذه الفرص والبناء عليها وذلك بتقديم أو تطوير منتج أو أكثر بما يقابل الحاجات والتوقعات المتغيرة.


نستنتج مما سبق أن التخطيط الإستراتيجي هو إحدى مراحل الإدارة الإستراتيجيةالتي تهتم بترجمة الأهداف الطويلة المدى إلى برامج وخطط لمدة تبدأ من خمس سنوات فأكثر ويعتبر التخطيط الإستراتيجي من أنواع التخطيط الطويل الأجل إلا أنه يتعدى التركيز على مجالات العمليات الجارية إلى تقدير العوامل الخارجية والبيئية، ويهتم التخطيط الإستراتيجي بتحديد المجالات الجديدة للأنشطة والإستثمار وتحديد مزاياها النسبية وتقدير ما يرتبط بها من فرص وتهديدات .يتطلب التخطيط الإستراتيجي معلومات ذات طبيعة إستراتيجية عند العوامل الداخلية والخارجية والبيئية للمنظمة، وهو عملية مستمرة لصنع القرارات ، وتنظيم العمل في الوقت الحاضر بطريقة منهجية مع معرفة كبيرة بمستقبل هذه القرارات وتنظيم الجهود المطلوبة لتنفيذ هذه القرارات بطريقة منهجية وقياس نتائج هذه القرارات بالتوقعات عن طريق التغذية المرتدة للمنظمة.يتضمن التخطيط الاستراتيجي مراجعة ظروف السوق وحاجات المستهلك والحالة التنافسية والبيئية الإقتصادية والإجتماعية والتكنولوجية، التخطيط الإستراتيجي خطة طويلة الأجل يحدد فيها رسالة المؤسسة والغايات والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها والبرامج الزمنية لتحقيقها، مع الأخذ بعين الإعتبارالتهديدات والفرص البيئية، والموارد والإمكانيات الحالية للمؤسسة، وقد تم التطرق لكل هذه الأهداف وطرق فك التعثرات و التخطيط لكل ما يمكن أن يعرقل هذه الجمعيات من خلال ورشات وتبادل النقاشات التي أفضت بحل شامل لجميع تعثراتهم من قبل مؤطر مؤسسة الأطلس الكبير.


لذلك فكان من الحاجة الملحة خلق مثل هذه التكوينات لجمعيات المجتمع الصحراوي نظرا لحاجتهم لمثل هذه الفرص لأنهم يمتلكون جمعيات تقوم بعدة أنشطة وإنجازات في غاية الأهمية وتخدم المجتمع الصحراوي المغربي، لذلك أخذت المؤسسة على عاتقها مساعدة هؤلاء الجمعيات بتكوينهم وإرشادهم و مواكبتهم في كل ما يخص الجانب الإداري والاجتماعي، لأن التخطيط الاستراتيجي هو عملية متواصلة ونظامية، يقوم بها القادة في المنظمة باتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل تلك المنظمة وتطورها، وتحديد الإجراءات والبرامج المطلوبة لتحقيق مستقبل المنظمة، فالتغيرات المفاجئة التي تطرأ على البيئة الداخلية والبيئة الخارجية للمنظمة دون توفر فرص لتجنبها تعتبر أزمة، لاسيما أن التعامل مع إدارة الأزمة هو السبيل الوحيد لعدم الوقوع فيها أو تجاوز معظم أثارها السلبية.يمكن أن نبين أن نجاح إدارة الأزمة يعني العمل على تجسيد سياسة طويلة الأمد قادرة على منع توسع الأزمات وتفاقمها، وهذا ما نطلق عليهبالتخطيط الوقائي لإدارة الأزمات، وهذا ما تم استيعابه من قبلهذه المنظمات حيث اعتبر هذا التكوين بمثابة فرصة جديدة وواضحة لكل هذه الجمعيات لتفادي كل الأزمات واتباع منظومة قوية المعالم وثابتة الخطى بعيدا عن كل ارتسام سيسبب هو أن تلك المنظمة الصحراوية المغربية

16 views0 comments
bottom of page